جريمة ومأساة العصر.. هو التعبير الأدق الذي يمكن إطلاقه على ما تعرضت له حلب بعد أن تكالبت عليها قوات النظام السوري، والميليشيات الإيرانية، والطيران الروسي، فالمعركة رغم الهدنة لم تتوقف، فيما تنتظر عائلات بأكملها موتا بات شبه محتم، فمن ينجو من القصف ينتظره مصير أسود على يد عناصر النظام، والميليشيات الإيرانية. أمام هذه المذبحة، يقف المجتمع الدولي متفرجا متآمرا، معترفا بالمجازر التي يرتكبها النظام وحلفاؤه دون أن يكون هناك أي إجراءات دولية توقف سيل دماء الأبرياء. الحلف الثلاثي بين نظام الأسد، وموسكو، وطهران ارتكب في سورية أبشع جريمة في العصر الحديث لترتفع أعداد القتلى منذ انطلاق الثورة السورية إلى 312 ألف شخص بينهم أكثر من 90 ألف مدني في حلب، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبات ما يقارب 80 ألف مدني محاصرين ضمن مساحة لا تتجاوز كيلومترين مربعين، في أحياء السكري، والمشهد، وجب جلبي، والعامرية، والأنصاري، والزبدية وأجزاء من حي صلاح الدين. الحياة في هذه البقعة التي لا تزيد مساحتها على أربعة كيلومترات مربعة، تحولت إلى جحيم فاق كل التوقعات، فالمدنيون الذين يزيد عددهم على 80 ألف شخص ابتعدوا عن مناطق الجبهات في هذه الدائرة الضيقة. وباتت قدرة تحركهم لا تتجاوز كيلومترين مربعين، وتُركوا فريسة سهلة لنيران الدبابات والطائرات الحربية. فيما يعيش آلاف المدنيين الذين هاموا على وجوههم واضطروا للنزوح إلى مناطق أخرى حالة رعب من عمليات انتقامية قد تقوم بها قوات النظام والميليشيات الطائفية المساندة له، كالتصفية والاعتقال، وسط أنباء عن حالات إعدام ميدانية نفذتها تلك الميليشيات.
جريمة العصر خططت لها إيران بطريقة ممنهجة بإسناد، ومشاركة من نظام الأسد، وموسكو، وعندما تزج إيران ميليشياتها الطائفية في إبادة حلب فإن هذا إثبات واضح على أن طهران مصممة على إعادة رسم خريطة هذه المنطقة وإحداث تغييرات ديموغرافية على الأرض في العراق وفي سورية.
جريمة العصر خططت لها إيران بطريقة ممنهجة بإسناد، ومشاركة من نظام الأسد، وموسكو، وعندما تزج إيران ميليشياتها الطائفية في إبادة حلب فإن هذا إثبات واضح على أن طهران مصممة على إعادة رسم خريطة هذه المنطقة وإحداث تغييرات ديموغرافية على الأرض في العراق وفي سورية.